تعتبر عملية تكميم المعدة نقطة تحول في حياة الكثيرين من المصابين بالسمنة المفرطة، حيث تمكنهم هذه العملية بعد إجرائها وظهور نتائجها من التمتع بحياة صحية وسليمة، لكن بعض هؤلاء قد يعجزون عن المحافظة على نتائج العملية بسبب عدم معرفتهم عن النظام الغذائي بعد عملية تكميم المعدة الذي يضمن استدامة النتائج، فما هو هذا النظام؟ هذا ما نناقشه في هذا المقال.

لماذا يحتاج المريض إلى الاستمرار على النظام الغذائي بعد عملية تكميم المعدة ؟

تستهدف عملية تكميم المعدة إحداث تغيير في شكل الجهاز الهضمي وحجم المعدة، الذي يقل ليصبح 25% فقط من حجمها السابق، وبالتالي لا يعود المريض قادرًا على تناول الكمية نفسها من الطعام، التي كان يتناولها قبل العملية، وهو ما يجعله يفقد الوزن بصورة أسرع.

لكن نقصان الوزن كما هو معلوم لا يتعلق فقط بكميات الطعام، لكن بنوعية الطعام أيضًا، فلا يمكن إجراء عملية لإنقاص الوزن مع الاستمرار في تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة وذات السعرات الحرارية المرتفعة، وهنا تأتي أهمية المتابعة في النظام الغذائي بعد عملية تكميم المعدة ، الذي يجب أن يراعي التدرج في كميات ونوعية الطعام التي يتناولها المريض، خصوصًا في الأسابيع الأولى بعد العملية، حتى تستعيد المعدة نشاطها الطبيعي مرة أخرى.

النظام الغذائي بعد عملية تكميم المعدة

بعد عملية تكميم المعدة يجب أن يتبع المريض نظامًا غذائيًا تدريجيًا كما قلنا، وذلك لأن المعدة لا تعود قادرة على استقبال الطعام مباشرة مرة أخرى، وخصوصًا الأطعمة الصلبة، لهذا يجب على المريض اتباع النظام الغذائي بعد عملية تكميم المعدة بشكل صارم، حتى لا يتسبب ذلك في الإضرار بالمعدة بعد العملية.

اعرف ايضا : افضل دكتور تكمیم معدة في مصر .

 

ويتألف النظام الغذائي بعد عملية تكميم المعدة من 4 مراحل عادةً، وهي:

  • المرحلة الأولى: وهي مرحلة “النظام الغذائي السائل” كما يطلق عليها، لأن المريض يعتمد في غذائه في هذه المرحلة على السوائل فقط، لإعادة تشغيل المعدة والتخفيف من أعراض الغثيان والقيء، وتشمل هذه السوائل: الماء، والعصائر غير المحلاة، والمرق، والحليب خالي الدسم.. ويجب تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين تمامًا في هذه المرحلة، مثل: الشاي والقهوة حيث إن الكافيين قد يساهم في حدوث الارتجاع الحمضي المريئي أو الجفاف، وكذلك المشروبات الغازية والكربونية، والمشروبات التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر، حيث إن السكر يمكن أن يسبب متلازمة الإغراق التي ينتج عنها التعب الشديد والإسهال وحتى القيء.

  • المرحلة الثانية: وفيها يمكن البدء في تناول الأطعمة الأكثر تماسكًا بمجرد تحسن قدرة المعدة على استقبال الطعام، مع الاستمرار في الابتعاد عن الأطعمة الصلبة كليًا، وتعتبر الأطعمة المهروسة هي الأطعمة المناسبة لهذه المرحلة، كما أن المريض في هذه المرحلة يستطيع زيادة كميات الطعام التي يتناولها نسبيًا، لكن بشرط ألا يحتوي الطعام الذي يتناوله على أي قطع صلبة أو صعبة الهضم حتى لا تسبب أي مشكلة.. ومن ضمن الأطعمة المسموح بها في هذه المرحلة:الجبن خالي الدسم، والبطاطس المهروسة، والفواكه الرطبة سهلة الهضم، والحساء، والزبادي، والجيلي الخالي من السكر.
  • المرحلة الثالثة: وهي مرحلة الأطعمة اللينة، التي تبدأ بقطع صغيرة وسهلة الهضم من الطعام، مثل: قطع الدجاج المسلوق، والأسماك المشوية، والخضروات المسلوقة، وبانتهاء تلك المرحلة يمكن للمريض أن يبدأ في تناول الطعام بشكل طبيعي.
  • المرحلة الرابعة: يستعيد المريض في المرحلة الأخيرة قدرته على تناول الأطعمة الصلبة، ويمكن البدء في تناول الطعام بشكل طبيعي، ولكن بكميات أقل، مع الابتعاد عن الأطعمة المقلية والأطعمة ذات الدهون العالية، ومراعاة ألا تتعدى نسبة النشويات في الوجبة أكثر من ثلثها.

 

نصائح عامة حول النظام الغذائي بعد عملية تكميم المعدة :

لا يقتصر النظام الغذائي بعد عملية تكميم المعدة على تناول كميات صغيرة من الطعام فقط، لكن يجب أيضًا الالتزام بتناول وجبات صحية تجعل المريض يحتفظ بحالة صحية جيدة، ويحافظ على وزنه بعد عملية التكميم، وإليك باقة من أهم النصائح التي يجب اتباعها:

  • مضغ الطعام ببطء لتجنب التعرض لأي من المضاعفات المزعجة مثل القىء أو الغثيان أو اضطرابات الوظائف الإخراجية.
  • اختيار الوجبات ذات السعرات الحرارية القليلة والابتعاد عن المشبعة بالدهون.
  • التوقف عن التدخين.
  • الالتزام بتناول المكملات الغذائية تحت إشراف الطبيب.
  • الحرص على شرب كميات وفيرة من الماء لتجنب الإصابة الجفاف.
  • ممارسة الرياضة اليومية.

وللمزيد من النصائح في هذا الجانب، يمكنكم استشارة الدكتور أحمد الشافعي، استشاري جراحات السمنة المفرطة وإنقاص الوزن، لمعرفة تفاصيل أكثر عن النظام الغذائي بعد عملية تكميم المعدة ، وعن العملية نفسها، ومميزاتها، ومعايير الترشيح لها، وعن غيرها من عمليات السمنة الأخرى كذلك.