ما العلاقة بين عملية التكميم والحمل ؟
قد ترغب بعض السيدات في الخضوع لـ عملية تكميم المعدة لفقدان الوزن الزائد لكن وجود اعتقاد الخاطىء بتأثير عملية تكميم المعدة على الحمل قد يكون عائقاً، فهل هناك علاقة بين عملية التكميم والحمل ؟
في هذا المقال يوضح الدكتور أحمد الشافعي – استشاري جراحات السمنة المفرطة – العلاقة بين عملية التكميم والحمل.
السمنة المفرطة والحمل
السمنة المفرطة هي واحدة من أشهر أسباب تأخر الإنجاب وإصابة السيدات بالعقم نتيجة لعدد من الأسباب أهمها:
– المساهمة في زيادة الاضطرابات الهرمونية ما يؤثر سلبًا على عملية التبويض
– زيادة احتمالية إصابة المرأة بتكيسات المبايض وهي إحدى أسباب العُقم المعروفة.
بعض الدراسات تشير إلى تعرض السيدات اللاتي حملن وهن لديهن زيادة كبيرة في الوزن إلى الإجهاض، كما ينصح الأطباء المرأة السيدات الراغبات في الحمل بالطرق المساعدة مثل الحقن المجهري وأطفال الأنابيب في إنقاص أوزانهم قبل الخضوع لتلك الإجراءات.
عملية التكميم و الحمل.. متى تحتاج المرأة الراغبة في حدوث الحمل إلى تكميم المعدة؟
في بعض الحالات التي يصبح الوزن الزائد عائقاً في حدوث الحمل – خاصة بعد وصول مؤشر كتلة الجسم إلى 35 – تحتاج المريضة إلى الخضوع لعملية تكميم المعدة بعد استشارة أخصائي النساء والتوليد.
بعض النساء قد تفضل البدء في محاولة إنقاص الوزن باتباع برامج الحمية الغذائية وممارسة الرياضة بانتظام، وإذا لم تنجح في تحقيق هدفها، اقتضى الأمر اتخاذها قرار الخضوع لعملية تكميم المعدة.
بالإضافة إلى ذلك ترتبط زيادة الوزن بسلوكيات خاطئة في تناول الطعام تسبب زيادة الوزن والتي تتمثل في:
- الإفراط في تناول الحلوى والسكريات
- تناول وجبات دسمة من الطعام قبل النوم مباشرة
- عدم ممارسة الرياضة
- الاتجاه إلى تناول الطعام أثناء مشاهدة التليفزيون أو عند الشعور بالضيق
يتسبب اتباع العادات السابق ذكرها في زيادة الوزن تدريجيًا حتى الوصول إلى السمنة، وربما الإصابة بالأمراض المرتبطة بزيادة الوزن مثل داء السُكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الكولسترول في الدم والتهابات المفاصل ومنع الحمل.
العلاقة بين عملية التكميم والحمل
تعمل عملية تكميم المعدة بالمنظار على التخلص من الوزن الذي كان عائقاً في حدوث الحمل خاصة بعد تقليل حجم المعدة إلى ما يقرب من ثلث حجمها الأصلي والتخلص من الجزء الذي يفرز هرمون الجوع للحد من القدرة على تناول الوجبات الكبيرة ومن أجل الشعور بالشبع لفترات أطول.
تبدأ عملية تكميم المعدة بعمل ما بين 3 – 5 فتحات في البطن من أجل إدخال المنظار الطبية والأدوات الجراحية تمهيدًا لقص المعدة، ثم يُدِبِس الطبيب الجزء المتبقي باستخدام الدباسات المتطورة، وأخيرًا يُجري الجراح اختبار التسريب للتأكد من عدم خروج أي من مكونات المعدة خارجها أثناء العملية أو بعدها.
ملاحظات هامة بعد الخضوع لعملية تكميم المعدة
– ترتبط السمنة عادة بمشاكل تكيس المبايض التي تقف عائقاً أمام الحمل، وذكرت العديد من الدراسات من بينها دراسة نُشرت في عدد ديسمبر 2005 من مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي أن فقدان الوزن بعد الجراحة للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض حل مشاكل التمثيل الغذائي والتناسلية.
– عليك الانتظار 18 شهرًا قبل حدوث الحمل لأنه من الضروري تجنب حدوث الحمل قبل استقرار وزن الجسم خاصة أنه من المحتمل أن يمر الجسم بتغيرات مرهقة بعد العملية قد تسبب مشاكل في نمو الطفل وعدم تعرضه لمشاكل سوء التغذية. يجب أن تكون المرأة قد وصلت إلى وزن ثابت وأن تكون قادرة على تزويد طفلها بالتغذية الكافية.
– من الضروري تناول الفيتامينات بانتظام نظرُا لاحتمالية معاناة بعض السيدات من مشاكل نقص التغذية بعد عملية تكميم المعدة وحدوث الحمل خاصة وغالبًا ما يضطررن إلى تناول فيتامينات إضافية للتعويض العناصر الغذائية التي لا يحصل عليها الجسم كاملة.
يؤكد الدكتور أحمد الشافعي إلى عملية التكميم والحمل أمرين لا يتعارضا مع بعضهما البعض، ومن المُفيد لكل السيدات أن يسعين إلى حصولهن على أوزان صحية قبل الزواج لضمان حياة زوجية سعيدة وصحة دائمة.